استأثر الله بعلم أمور لايعلمها إلا هو وعددها.
الإجابة الصحيحة هي : خمسة.استأثر الله بعلم أمور لايعلمها إلا هو وعددها
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد استأثر الله سبحانه وتعالى بعلم كثير من الأمور، لا يعلمها أحد سواه، منها ما يخصه وحده دون خلقه، ومنها ما يخص خلقه ولا يعلمونه، ومنها ما هو غيب بالنسبة لنا ولكن يعلمه بعض خلقه بإذنه، وقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية إشارات كثيرة إلى هذه الأمور التي استأثر الله بعلمها، وفي هذا المقال سوف نتناول بعض هذه الأمور وعددها.
1. علم الساعة
قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (لقمان: 34)، وهذا يعني أن علم الساعة من الأمور التي استأثر الله بعلمها، ولا يعلم متى تقوم إلا هو وحده.
2. علم الغيب
قال تعالى: {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} (الأنعام: 59)، وهذا يعني أن علم الغيب كله لله وحده، لا يعلمه أحد سواه، وأن الله يعلم كل شيء مهما كان صغيراً، ويعلم ما في الأرض وما في السماء، وما كان وما يكون وما سيكون.
3. علم الغيب الخاص
وهو علم الأمور التي لا يعلمها إلا بعض خلقه بإذنه، مثل علم الأنبياء بالوحي، وعلم الملائكة بما يكلفون به، وعلم بعض الناس بالغيبيات بإلهام من الله تعالى، وهذا العلم لا يخرج عن كونها أخباراً من عند الله يمن بها على من يشاء من خلقه.
4. علم القضاء والقدر
قال تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} (القمر: 49)، وهذا يعني أن الله تعالى خلق كل شيء بقدر، أي بحد معين ومقدار مضبوط، وهو يعلم ما سيكون من كل شيء، وعلم الله بالقضاء والقدر هو أساس الإيمان بالقضاء والقدر وقبول ما قدره الله وقضى به.
5. علم ما في القلوب
قال تعالى: {وَيَعْلَمُ مَا فِي صُدُورِكُمْ} (آل عمران: 154)، وهذا يعني أن الله تعالى يعلم ما في قلوب عباده، ويعلم نواياهم وأسرارهم، ولا يخفى عليه شيء من ذلك، وعلم الله بما في القلوب من أهم أسباب الإخلاص في العبادة والعمل لله وحده.
6. علم الأرزاق
قال تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} (هود: 6)، وهذا يعني أن الله تعالى هو الذي يرزق كل مخلوقاته، ويعلم أين سيستقر كل مخلوق وحيث سينتهي به المطاف، وهذا العلم يبعث على الطمأنينة والسكينة في نفوس المؤمنين، ويجعلهم يرضون بقضاء الله وقدره.
7. علم الحساب
وهذا يعني أن الله تعالى يعلم كل ما يقوم به الإنسان من أعمال، ويحصي عليه حتى أنفاسه، وهذا العلم يبعث على المسئولية والمحاسبة، ويجعل الإنسان حريصاً على فعل الخيرات واجتناب السيئات.
استأثر الله بعلم كثير من الأمور لا يعلمها أحد سواه، ومن هذه الأمور علم الساعة وعلم الغيب وعلم القضاء والقدر وعلم ما في القلوب وعلم الأرزاق وعلم الحساب، ويجب على المسلم أن يؤمن بأن الله يعلم كل شيء ولا يخفى عليه شيء، وأن يتوكل على الله في كل أموره، ويرضى بقضائه وقدره، ويسعى إلى فعل الخيرات واجتناب السيئات، فالله تعالى هو العالم بكل شيء، وهو الحكيم العليم.